منتديات سر تاريخ عمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى يتضمن العديد من المعلومات عن تاريخ عمان وتراثها العريق والمجيد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قيام الدوله اليعاربه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 188
تاريخ التسجيل : 29/10/2013

قيام الدوله اليعاربه Empty
مُساهمةموضوع: قيام الدوله اليعاربه   قيام الدوله اليعاربه Emptyالأحد نوفمبر 17, 2013 8:11 pm

قيام دولة اليعاربة 1624م‏

خلال خمسة قرون تقريبا، منذ سقوط الإمامة الأولى في القرن الثالث للهجرة، وفي عهد الملوك النبهانيين، كان المجتمع العماني قد خرج من الإطار الذي رسمته له قيمه وثقافته وقوانينه ، وقد عرف هذا المجتمع حالة من التمزق والفوضى الكلية ومرحلة طويلة فاشلة على الصعيدين الوطني والمعنوي، ومن ذلك احتلال دولة هرمز للمدن الساحلية في منتصف القرن الثالث عشر، وتلا ذلك وصول البرتغاليين الذين احتلوا هذه المناطق، بما فيها هرمز عام 1508م .
وهكذا توافق غزو البرتغال مع أشد الفترات ضعفاً في تاريخ عمان مما سهل على ‏الغزاة مهمتهم وعلى الرغم من كل ذلك فقد سجل التاريخ صوراً من المقاومة العمانية ‏الباسلة .‏
لتحقيق مصلحة الشعب والأرض، ومن اجل إعادة توحيد البلاد وتحريرها من الاحتلال الأجنبي، تم التوصل عام 1624م إلى اتفاق بين مدرستي نزوى والرستاق، أعقبه مبايعة الإمام ناصر بن مرشد اليعربي، وقد دخلت عمان في تلك الفترة حقبة استثنائية من تاريخها الحديث، وهي حقبة استعادة فيها الإمامة بناء ذاتها وتحققت خلالها وحدة البلاد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بعد توحيد البلاد واستقرارها.
وقيام دولة اليعاربة في عمان مثلت أولى الوحدات السياسية العربية في منطقة الخليج العربي عند مطلع العصر الحديث , إذ برزت ككيان سياسي مستقل نجح في توحيد أجزاء البلاد , كما نجح في إخراج المستعمر الأوروبي الدخيل و مما مهد السبيل أمام ( عمان ) لبسط سيطرتها على أجزاء مترامية في منطقة الخليج العربي وعلى امتداد الساحل الشرقي لأفريقيا بفضل القوة البحرية الكبيرة التي امتلكتها , وقد اتفق كبار العلماء ورجال الدين في عمان على الخلاص من الفتن والمحن التي استشرت في بلادهم , فاتفقوا كلهم على أن ينصبوا لهم إماما يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر , فوقعت خيرتهم على ناصر بن مرشد .
وينتمى الإمام ناصر بن مرشد إلى قبيلة يعرب التي تعتبر بطناً من بطون بني نبهان ‏وكانوا يتمتعون بإستقلال في إدارة شؤونهم الذاتية حيث إتخذوا من الرستاق مقراً ‏لإقامتهم ونظراً لما إشتهر به الإمام ناصر بن مرشد من الإستقامة والنزاهة والإقدام ‏والتدين لذا فقد أجمع أهل الرستاق على مبايعته إماماً , وتؤكد المصادر العمانية أنه بعد ‏وصول الإمام ناصر إلى الحكم راحت تتهاوى حصون أنصار التجزئة الذين قاوموا ‏بشراسة فكرة جمع شتات الوطن الكبير في دولة واحدة .‏
وبما أن منطقة الرستاق في التي شهدت ميلاد إمامة ناصر بن مرشد لذا فقد كان عليه ‏أن يبدأ بها , لهذا مضى ومعه جمع من أنصاره نحو قلعة الرستاق وكان المالك للرستاق ‏مالك بن أبي العرب اليعربي وبعد حصار لم يدم طويلاً فتحها الإمام ناصر متخذاً منها ‏نقطة إنطلاق لتوحيد الوطن كله .‏
ولا شك أن أجماع العلماء على إختيار ناصر بن مرشد إماماً عام 1624م يعد بداية ‏عهد جديد في تاريخ عمان حيث وضع أسس دولة اليعاربة التي حكمت ما يقرب من ‏مائة وعشرين عاماً تميز عهدها بملامح رئيسية لعل من أهمها تحقيق الأمن والإستقرار ‏والرخاء كما تميز عهدها بتطور هائل في البحرية العمانية حيث أدرك الإمام ناصر أن ‏الحرب بينه وبين البرتغاليين حرم بحرية في المقام الأول لذا أخذ على عاتقه بناء ‏أسطول عربي يعتبر أول إسطول منظم أصبح في نهاية القرن السابع عشر القوة ‏البحرية الأولى في مياه الخليج العربي والمحيط الهندي .‏
ونتيجة توجيه البرتغاليين نشاطهم إلى مسقط حيث شيدوا حاميات منيعة لكي تكون مركزا لنشاطهم في الخليج , توحد أهل عمان ونصبوا إماما لهم هو ( الإمام ناصر بن مرشد اليعربي ) ,وقام بجهود موفقة للقضاء على السيطرة البرتغالية , حيث خاض صراعا مريرا ضد البرتغاليين حتى أرغمهم على التخلي عن مواقعهم على الساحل العماني , بحيث لم يبق لهم منها عند وفاته في سنة 1649 سوى التحصينات المشرفة على مدينتي مسقط ومطرح , وكان الصراع العماني يصطبغ بالصبغة الدينية والجهاد الديني من جانب العمانيين . وإذا كانت الحروب الأهلية مع نهاية عصر النباهنة قد صرفت الناس عن الأهتمام ‏بأمور معيشتهم مما أسفتر عن تدهور ملحوظ في الحياة الإقتصادية والإجتماعية إلا ان ‏الغزو البرتغالي قد أجهز على البقية ولما كانت السواحل العمانية في مقدمة المناطق ‏وقوعاً تحت السيطرة البرتغالية لذا فقد عمد البوكيرك إلى حرق المدن وتدمير السفن ‏الراسية في الموانئ العمانية .‏

* امتداد الدولة اليعربية:
بحكم موقع دولة اليعاربة الجغرافي فرض عليها الاتجاه إلى البحر فقد كان يحدها الخليج العربي شمالا وبحر العرب جنوبا وخليج عمان شرقا، وصحراء الربع الخالي غربا فهي بذلك تطل على البحر من جهة والصحراء من جهة أخرى وكنتيجة لموارد البلاد المحدودة من ناحية، ووقوف صحراء الربع الخالي الرهيبة من ناحية ثانية و إحاطة البحر من سائر الجوانب من ناحية ثالثة، فقد ارتبطت حياتها ارتباطا وثيقا بحياة البحر والتجارة، وكان لهذا البحر اثر في امتداد نفوذها حتى وصلت إلى سواحل شرق أفريقيا غربا وغرب الهند شرقا.
ويمكن القول بأن البحرية العمانية صارت سيدة المحيط الهندي خلال الفترة التي واكبت نهاية القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر، والدليل على ذلك تحكمها بطرق التجارة في المحيط الهندي في ذلك الوقت.
وهناك ركائز اعتمدت عليها دولة اليعاربة وهذه الركائز هي :
* نجاح الدولة في تكوين قوة بحرية كبيرة استطاعت من خلالها مد نفوذها عبر البحار من ناحية, كما استطاعت أن تحولها إلى جسر يربط بين سائر مناطق الدولة, في الخليج وشرق أفريقيا والمحيط الهندي من ناحية أخرى
* التحدي الذي ترتب على الوجود البرتغالي، ولما كانت دولة اليعاربة نجحت في تحدي هذا الوجود في الخليج والقضاء عليه، فان هذا النجاح أغراها بمزيد من العمل على تعقبه خارج الخليج تدفعها إلى ذلك روح قوية للتخلص من السيطرة المسيحية على أراض كان يحكمها العرب المسلمون قبل ذلك.
* عرب الخليج والعمانيين بالذات كانوا موجودين في تلك المناطق منذ وقت طويل حتى الإسلام، وان جذورهم لم تكن تقطعت بعد، مما كان باعثا لهم على العودة إليها.
وعلى ضوء كل تلك الحقائق التي أدت في النهاية بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى امتداد الدولة إلى شرق أفريقيا والمحيط الهندي.

* تصفية الوجود البرتغالي:
تحت مضمون هذا العنوان نشير إلى أن العلاقات الإنجليزية – البرتغالية كانت, خلال كل هذه الفترة, علاقات تحالف. أما العلاقات الفارسية – البرتغالية فكانت تقوم على الاتفاق الحسن. وهكذا كان على العمانيين مواجهة المحتل البرتغالي ولا سند لهم إلا قواهم الذاتية بل إنه كان عليهم , في منطقة جلفار (رأس الخيمة حالياً) , محاربة القوات البرتغالية والفارسية معا .
وفي عام 1644 دخلت الإمامة حروبا متقطعة مع القوة البرتغالية , ولكنها لم تكن قادرة على اختراق السور المحيط بمسقط الذي كان البرتغاليون قد بنوه في الوقت الذي كانوا قد بنوا فيه قلعتي الميراني والجلالي .
لقد كان الصراع بين العمانيين والبرتغاليين , صراعا بين قوة وطنية صاعدة ومستعمرين مكروهين من كل الشرق .

* دور الإمام ناصر بن مرشد في تصفية الوجود البرتغالي :
خلال الأعوام الثمانية الأولى من عهده, طبق الإمام ناصر بن مرشد, وبصورة شبه منظمة, سياسة ثابتة وحازمة وقوية حيال القبائل المتمردة , وقد أخضعها إخضاعا صارما , كما أخضع الممالك الصغيرة الشكلية القائمة في المقاطعات والمناطق .
هيأ الإمام جيشا عهد به إلى ( علي بن أحمد ) , مدعوما بأحد أقربائه من اليعاربة وبعد يومين من المعارك , أحرزت قوات الإمامة نصرا واقتلعت البرتغاليين والفرس من منطقة جلفار في 1633 , وكان ذلك أول انتصار عسكري على القوات الأجنبية, وفي عام 1648, جردت القوات العمانية حملة بقيادة مسعود بن رمضان, وخميس بن سعيد لفرض الحصار على مسقط وتحريرها. وفي 16 آب ضرب حصار دام حتى 11 أيلول أرغم العمانيون البرتغاليين في نهايته على قبول الشروط التي حددها الإمام. وفي 31 تشرين وقع اتفاق من خمسة بنود, ينص واحد منها على إلغاء القانون المتعلق بالضريبة المفروضة على العمانيين من قبل البرتغاليين,كان هذا أول اتفاق فرضته قوة وطنية على مستعمرين كان نصرا سياسيا للعمانيين بقدر ما كان نصرا معنويا.
نجح الإمام ناصر بن مرشد في تخليص جلفار من الفرس والبرتغاليين , وأمر ببناء قلعة على الساحل بالقرب من ( صحار ) , كما هاجم صحار عام 1643 وانتزعها من أيدي البرتغاليين.
كانت إنجازات الإمام ناصر بن مرشد ملحمية وتاريخية , فقد حقق توحيد عمان ومحا آثار خمسة قرون من المرارة الوطنية وقد أعاد الإعتبار للكرامة العمانية واستعاد تقاليد الإمامة وأرجع تراثها, كما أعاد مكانتها إلى أذهان العمانيين , وبفضله استطاعت عمان دخول التاريخ الحديث موحدة ومزودة برسالة روحية وهوية وطنية وثقافية واضحة .

*دور الإمام سلطان بن سيف اليعربي :
يوم وفاة الإمام ناصر بن مرشد , عقد العلماء مجلسا عاما لانتخاب إمام جديد طبقا للإجراءات التقليدية , ووقع الإجماع على شخص سلطان بن سيف قريب الإمام المتوفى وأحد قادته العسكريين , كان الإمام الجديد واعيا للمهمات الملقاة على عاتقه ولقدرات العمانيين على إنجازها وكان قادرا على رسم مستقبل الدولة العمانية.
انتهز البرتغاليون مناسبة وفاة الإمام ناصر بن مرشد لينقضوا الاتفاق المعقود مع الإمامة ويخرقوا بنوده, وعلى الأخص فيما يتعلق بالضرائب, وقد أعلن سلطان بن سيف الحرب عليهم واشرف بنفسه على العمليات العسكرية حتى النصر, في أجل لم يتجاوز ستة أشهر. وفي أقل من سنة حقق الإمام سلطان بن سيف الانتصار وحرر عمان وأنهى بناء الدولة العمانية , وبفضل هذه المرحلة استعادت عمان موقعها كأقوى دولة بحرية في المحيط الهندي , باسطة سلطتها ونفوذها من الخليج إلى شرق أفريقيا , ولم يكتف الإمام بهذا النصر , بل أخذ أيضا في مطاردة البرتغاليين خارج الحدود العمانية.

* الحروب الأهلية:
على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته دولة اليعاربة، وقفت عاجزة أمام المشاكل الداخلية التي واجهتها، ومن أبرز هذه المشاكل هي النزاع الأسري والصراع القبل التي أخذت تفت في عضد الدولة اليعربية منذ قيامها، والنزاع الأسري سرعان ما قام بعد وفاة الإمام سلطان بن سيف بين ولديه بلعرب وسيف، وانتهى النزاع بعد ما اجتمعت كلمة خاصة عمان على سيف وذلك بعدما حكم بلعرب ثلاثة عشر سنة، ثم بعد ذلك خلف سيف ولده الإمام سلطان بن سيف الثاني الذي حارب الفرس وقام بملاحقة البرتغاليين في الهند والخليج العربي.
ترك سيف بن سلطان الثاني عدة أبناء أكبرهم سيف في الثانية عشر من عمره، وعلى الرغم من كونه قاصرا إلا أن مجموعة من القبائل المرتبطة باسرة اليعاربة اقترحت ترشيحه للإمامة خلفا لأبيه، وكانت هذه الطريقة من التصرف تعود إلى آلية وراثية لا علاقة لها بنظام الإمامة المذهبي والروحي.
ولكن أهل الحل والعقد اعترضوا على هذا الترشيح، وحيال هذه الأزمة الدستورية والسياسية حيث لم يكن أمامهم إلا محاولة حسم الأمر، وتم اختيار مهنا بن سلطان قريب سيف ليكون إماما جديدا، وتم انتخابه في قلعة نزوى في سنة 1718م (15) غير ان عامة المواطنين لم يرضوا بذلك فلجأوا إلى يعرب بن بلعرب بن سلطان أحد المناوئين لمهنا لكي ينزع من الإمامة ونجح في ذلك عام 1720م.
نصب بعد ذلك يعرب نفسه وصيا على سيف بن سلطان حتى يبلغ سن الرشد، وهذه سابقة فريدة في التاريخ العماني وهي مسألة مرفوضة عقائديا ودستوريا، إلا أن الوصي يعرب بن بلعرب الذي أغرته السلطة عدل عن الوصاية واستطاع أن يقنع بعض العلماء بتوليه الإمامة.
ولكن سكان الرستاق لم يقبلوا إمامة يعرب وطالبوا بالإبقاء على سيف ومن أجل ذلك تقدموا إلى أحد اكثر الشخصيات القبلية نفوذا وهو بلعرب بن ناصر خال سيف، من اجل أن يتدخل لاستعادة الإمامة، قام بلعرب بن ناصر بدوره في إعداد العدة وتحالف مع قبيلة بني هناه ورفع الحجز الذي كان قد فرض عليهم من قبل الإمام ناصر بن مرشد، كما سمح لهم باللجوء إلى السلاح.
وتبين من خلال المعارك التي قامت ان الإمام يعرب رجل كفء استطاع مجابهة القبائل الثائرة وفرض نفسه عليها.
تابعت قبيلة بني غافر إعادة انتخاب سيف بن سلطان وقادة إلى نزوى العاصمة وطلبت إعلان بيعته، إلا أن إمامة سيف لم تدم طويلا، وذلك انه عزل من جانب العلماء بسبب حياته الخاصة، وأنيطت الإمامة إلى يعرب بن بلعرب عام 1721م.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://oamn-oo.forumarabia.com
 
قيام الدوله اليعاربه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موسسين الدوله اليعاربه
» الدوله اليعاربه
» الدوله اليعاربه
» الدوله اليعاربه
» الدوله اليعاربه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سر تاريخ عمان :: الاقسام التاريخيه :: الدوله اليعاربه-
انتقل الى: