أهم أعمال الإمام الجلندى بن مسعود:
للإمام الجلندى بن مسعود أعمال جليلة على الصعيد العسكري والاجتماعي والإداري وغيره من المجالات، حيث انه عمل على تنظيم الجند ووزعها على فرق وكتائب وجعل على كل 200 إلى 300 إلى 400 قائد من أهل الفضل والحجة والبصيرة، وعلى كل عشرة من أصحابه مؤدب من أهل الفقه يعلمهم أمور الدين ويهديهم إلى سبيل الرشاد ومنح كل جندي أو شاري مرتب وقدره سبعة دراهم.
وخلال فترة إمامته ظهرت عدة مشكلات كانت بحاجة إلى معالجة وهي:
1- أن الشراة قد طاقت أنفسهم إلى النساء : فما ذكروا هذا الأمر لأئمتهم استنكروا عليهم واختلف العلماء في الحل، فأرسلوا إلى أهل الفضل في المغرب وقيل العراق للفصل في الموضوع .
وكان رد المغرب بإجازة الزواج للشراة وإن صبروا فهو خيرٌلهم.
2- غلاء المهور: بعد فصل أهل الفضل في المغرب في موضوع الزواج، ظهرت مشكلة اخرى متمثلة في غلاء المهور، حيث لم يكن للشراة المقدرة على دفع المهور الغالية ..فعرض الأمر مرة اخرى على العلماء ، والذين قرروا أن يعرض الشاري نفسه على النساء بعشرة دراهم، فإن قبلن فليتزوج ..فعرض الشراة انفسهم على النساء ولن يتزوج إلا القليل ، وصبر بقية القوم.
3- الفائض من الراتب: حيث أن الدولة كانت تدفع للشراة راتباً يقدر ب سبعة دراهم ، ومن هذا الراتب كان يفيض على الشراة درهم أو درهمين..فاحتاروا ماذا عساهم أن يفعلوا بهذه الزيادة هل عليهم التصدق بها أم إعادتها إلى بيت المال ؟ فأرسلوا لأهل الفضل ..وكان الرد بأن لهم حرية التصرف بها في حدود الله.
وكما أن الإمام قام بتنظيم الحياة الاجتماعية للعمانيين حيث أمر النساء بالزى الشرعي وبإدناء الجلابيب ورفع الخُمُر فوق الأذقان وستر النواصي وسائر الزينة ما عدا الوجه والكفين. ونهى النساء من الجلوس في السكك الضيقة والخروج في أيام المطر والعواصف حتى لا يتكشفن وأمر الرجال برفع ذيولهم وتقصير أشعارهم وعدم إظهار ما فوق الركب ونهاهم عن التشبه بأهل الذمة والعكس صحيح.
وفي المجال السياسي تميز الإمام بالعدل المطلق ويظهر هذا في حادثة ابراء ، حيث أن أحد ولاته يسمى الوضاح ويكنى أبا صالح ، مر على قوم قد استحل المؤمنون دماءهم فأعطاهم الوالي الأمان وخرج بهم إلى الجلندى الذي كان قد بلغه الخير عن أمانهم الذي أعطاهم إياه فقال الجلندى: ( لا أمان لهم عندي) وفي رواية أخرى (لا أمان دون الإمام) فقتلوا في بهلاء، فوقع الشك في نفوس المسلمين فردت المسألة إلى أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي وأبي مودود الطائي ، فقال الحاجب : ( لا أمان إلا للإمام ولا أمان دون الإمام).
مقتل جعفر بن الجلندى وابنيه النظر والزائدة:
حيث أن الجلندى بن مسعود وبمشورة أهل العلم قتل جعفر الجلنداني والنظر وزائدة وذلك بعد رفضهم البيعة له ، ولأنهم خالفوا أمر جماعة المسلمين حتى لا تقوم فتنة.
وبلغنا أن الجلندى بن مسعود لما قتلهم فاضت عينه بالدموع ، فلما نظر إليه أصحابة قالوا له: أعصبية يا جلندى؟ فقال: لا ولكن الرحمة ..فوقع في أنفس المسلمين عليه ، فقلوا: اعتزل امرنا ،فاعتزل أمرهم وطرح إليهم السيف والقلنسوة فلبث مدة..فرجعوا إليه وطلبوا منه العودة فلم يزالوا به حتى وافق على العودة .
وفي المجالين الإقتصادي والإداري ، وضع الجلندى الولاة على المدن العمانية ،فيذكر السالمي ، أن أبا صالح كان والياً على مدينة ابرئ كما انه استخدم القضاة وجباة الزكاة كموسى بن أبي جابر الأزكوي والحسن بن عقبة ، وجعفر بن بشير وغيرهم .
واشتهر من هءلاء العمال شبيب بن عطية الذي كان يجبي القرى ويسمى بالمحتسب.
كما أن الدولة الأباضية لم تأخذ الضرائب من سكانها لأنهم وبحسب مذهبهم" لا ياخذون الضرائب إلا إذا ضمنوا حماية السكان" ، فما دامت الدولة غير قادرة على حمايتهم فلا تأخذ شيئاً.
موضوع: الامامه الاولى في عمان 
