منتديات سر تاريخ عمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى يتضمن العديد من المعلومات عن تاريخ عمان وتراثها العريق والمجيد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الامامه الثانيه في عمان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 188
تاريخ التسجيل : 29/10/2013

الامامه الثانيه في عمان Empty
مُساهمةموضوع: الامامه الثانيه في عمان   الامامه الثانيه في عمان Emptyالسبت نوفمبر 23, 2013 6:59 pm

ان أهل عمان قد عارضوا الأفكار الخارجية المتطرفة منذ وقت مبكر، فقد أرسل نجدة بن عامر الحنفي عام 67ه‍/686م قائدة عطية ابن الأسود الحنفي لضم عمن لدولته التي أقامها في منطقة اليمامة وشرقي الجزيرة العربية, وكان يلي عمان آنذاك عباد بن عبدالله بن الجلندى ويساعده في إدارة دفة الحكم هناك ولداه سعيد وسليمان, وقد استطاع عطية احتلال عمان واضطر حكامها إلى الانسحاب إلى المناطق الداخلية منها, وبقي فيها بضعة اشهر عاد بعدها إلى اليمامة مستخلفا على عمان أحد أعوانه ويدعى أبو القاسم.

وكان العمانيين تجمعوا من جديد حول سعيد وسليمان ولدي عباد واستطاعوا قتل أبي القاسم والقضاء على اتباعه وإعادة الأمر إلى ولدي عباد, وأثناء ذلك حدث خلاف بين نجدة بن عامر وقائدة عطية بن الأسود الحنفي, على أثره ترك الأخير نجدة وسار إلى عمان ولكنه فوجئ بالتطورات التي حدثت هناك وبقتل أعوانه فيها, وحاول دخول عمان مرة أخرى ولكنه اصطدم بمقاومة عنيفة اضطر على أثرها إلى التوجه إلى كرمان حيث أقام فترة من الوقت لاقى فيها نجاحا ملحوظا حتى أنه ضرب نقودا باسمه عرفت بالدراهم العطوية([1]), فقد حبس الحجاج في بداية ولايته للعراق عام 75 ه عمران بن حطان الذي كان يعتبر آنذاك أحد زعماء القعدة في البصرة والمناظر باسمهم, ولم يلبث الحجاج أن أطلق سراحه فترك عمران العراق وأخذ يتنقل بين قبائل العرب وانتهى به المطاف في عمان حيث نزل في قبائل الأزد هناك ووجدهم يعظمون أبا بلال مرداس بن أدية ويعتنقون أفكاره التي نادى بها, فأظهر أمره بينهم وبقي هناك حتى مات([2]), وهذا يدل على أن الأفكار المعتدلة التي كان ينادي بها القعدة, رواد الإباضية الأوائل, قد تسربت إلي تلك البلاد ولأفت استحسانا وقبولا من السكان هناك وخاصة من الأزد, ولكن المصادر لا تذكر كيف وصلت هذه الآراء والأفكار إلى تلك المنطقة, ولعلها وصلت عن طريقين : الأول التجارة حيث كانت العلاقات التجارية بين البصرة – مقر القعدة – وبين عمان وثيقة جدا, ولا شك أن هذه العلاقة قد ساهمت في نقل الأفكار إلى تلك البقعة من العالم الإسلامي, أما القناة الثانية التي تسربت عبرها أفكار القعدة إلى عمان فكانت مواسم الحج, حيث كانت الفرق على اختلافها, ومن بينها قعدة الخوارج يتخذون من هذا الموسم فرصة نافعة لنشر أفكارهم ومبادئهم لدى الحجيج من مختلف الولايات الإسلامية.

ومن المحتمل أن وصول عمران إلى تلك المنطقة واظهار أمره هناك قد ساعد في نشر هذه الأفكار ولا سيما أن عمران كان شاعرا موهوبا خطيبا بليغا وظف هذه المواهب في سبيل خدمة مبادئه, وربما كان عمله هذا ارهاصا للنشاط الذي قام به جابر بن زيد الأزدي, الذي نفاه الحجاج إلى عمان قبل عام 93ه, وقد استطاع جابر القيام بدعاية نشطة لمذهبه بين أهله وعشيرته من الأزد, وفي موطنه الأصلي ومسقط رأسه, وكان لهذا الحدث أهر كبير في تدعيم نشاط الإباضية ونشر عقيدتها هناك, وقد رأينا في الصفحات السابقة أن القضية الإباضية منذ عهد جابر بن زيد قد أضحت قضية الأزد ليس في العراق فحسب بل في المناطق الأخرى ومنها عمان([3]), وتشير المصادر إلى عدد كبير من قادة الإباضية وشايخها من أصل عماني وكان لهم دور بارز في تطور الحركة واستمرار نشاطهما, نذكر منهم على سبيل المنال: المختار بن عوف الأزدي العماني المعروف بأبي حمزة الشاري, وبلج بن عقبة الأزدي وصحار العبدي وهلال بن عطية العماني والربيع بن حبيب الفراهيدي وأبا سفيان محبوب بن الرحيل, وقد تزعم الأخيران على التوالى حركة الإباضية في البصرة بعد موت الامام أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي([4]).


وعندما توفي جابر بن زيد عم 93ه وتزعم أبو عبيدة الحركة الإباضية استفاد الأخير من هؤلاء العمانيين واختار منهم عددا من الأشخاص ليكونوا دعاة أو حملة للعلم - كما تسميهم المصادر الإباضية – في عمان وبعد أن تلقوا تدريبا دقيقا ونهلوا علما غزيرا من مدرسة أبي عبيدة التي أعدها سرا لتخريج الدعاة وتثقيفهم في أمر الدعوة, عادوا إلى بلادهم وأخذوا على عاتقهم نشر العقيدة الإباضية بين قبائلهم وفي أماكن سكناهم واستقرارهم, وقد تكللت جهودهم بنجاح كبير, ([5]) ويعود هذا النجاح إلى عدة عوامل يمكن أجمالها فيما يلي:


1- أن معظم حملة العلم كانوا ينتمون إلى قبيلة الأزد وبطونها المختلفة, وكانت هذه القبيلة أكبر قبائل عمان عددا وأهمها من الناحيتين الفكرية والسياسية, وكان زعماء عمان منذ فترة ما قبل الإسلام ينتمون إلى هذه القبيلة ولذا فان تأثيرها في ذلك القطر يفوق ما عداها من القبائل الأخرى, وكانت هذه القبيلة متعاطفة مع المباديء والأفكار الإباضية منذ وقت مبكر, ولا عجب أن يلقى حملة العلم تأييدا وانتصارا لدعوتهم من أفراد هذه القبيلة. ([6])


2- رغبة العمانيين المستمرة في الاستقلال عن السلطة المركزية المتمثلة بالخلافة الأموية ثم العباسية فيما بعد, ولذا فانهم تبنوا العقيدة الإباضية واخذوا منها ذريعة ووسلية لمقاومتهم للخلفاء الأمويين ثم العباسيين الذين اعتبرهم الإباضيون ظالمين غاصبين للحكم, وبالتالي فان سلطتهم غير شرعية.


3- لقد ساعدت الأحوال السياسية السائدة عي عمان على نشر الإبكار الإباضية بدون مشقة, إذ توالى على حكم ذلك القطر منذ بداية القرن الثاني الهجري ولاه ينتمون إلى قبيلة الأزد, كبرى قبائل عمان, ولم يكن من السهل على هؤلاء الأزديين ونقمتهم, ولذلك فانهم تركوا حملة العلم ينشرون مذهبهم بحرية ويسر, بل انهم قدموا لهم التسهيلات لهذا الغرض, ولعل هؤلاء الولاة كانوا إباضية ولكنهم أخفوا معتقدهم على سبيل التقية الدينية التي جوزها الإباضية في مرحلة الكتمان, ومن هؤلاء الولاة الذين تعاقبوا على حكم عمان زياد بن المهلب الذي بقي واليا منذ بداية القرن الثاني الهجري وحتى سقوط الدولة الأموية, ثم جناح بن قيس الهنائي وابنه محمد, وتشير المؤلفات الإباضية بصراحة إلى أن هؤلاء الولاة قد أعانوا الإباضية ولانوا لهم حتى صارت ولاية عمان لهم فعقدوا الإمامة للجلندى بن مسعود([7]), بالإضافة إلى هذه الأحوال الداخلية التي كانت مواتية لنشر المذهب الإباضي فقد ساعدن الأحوال السائدة في الثلث الأول من القرن الثاني الهجري في الولايات المركزية والصراع القائم على السلطة في إتاحة الفرصة للإباضية لنشر معتقدهم بحرية في الجزء الجنوبي الشرقي من الجزيرة العربية.


4- أضف إلى ذلك أن طبيعة عمان الجغرافية وموقعها الاستراتيجي على الخليج والبحر العربي قد ساعداها على تنمية مواردها الاقتصادية عن طريق التجارة, واستطاع العمانيون بالتالي الوقوف في وجه أي خطر دون خوف من حصار اقتصادي محتمل كما يحدث في الحجاز مثلا بالإضافة إلى ذلك فان الجبال الوعرة التي تميزت بها عما قد ساعد الدعاة, ومن ثم الثوار, على الوقوف في وجه الخطر والالتجاء إلى هذه الجبال في أوقات الضرورة, ومن هنا فان سلطة الخلاقة كانت تنحصر في معظم الأحيان في المنطقة الساحلية.


نتيجة لهذه العوامل فقد أثمرت جهود حملة العلم بسرعة في نشر المذهب الإباضي في عمان وأصبح معظم أفراد قبيلة الأزد هناك ينتمون إلى هذه الفرقة كما أن أفرادا كثيرين من قبائل أخرى قد انضموا إليها, وقد أشار مشايخ الإباضية في البصرة على اباضية عمان بوجوب التعاون مع اباضية حضرموت وتشير الروايات إلى أن بعض قادة الإباضية في عما حضروا بيعة الإمام طالب الحق وعلى رأسهم الجلندى بن مسعود الذي اختير فيما بعد ليكون أول إمام ظهر في عمان كما سنرى, وبإيعاز من أبي عبيدة, إمام الإباضية في البصرة فقد اشترك عمانيون آخرون في الثورة مع طالب الحق ولاقى بعضهم حتفه وهو يحارب أعداءها, ومن أبرزهم المختار بن عوف الأزدي العماني المعروف بأبي حمزة الشاري وكذلك بلج بن عقبة الأزدي وآخرون([8]).


أثر الفشل الذي انتهت أليه الحركة الإباضية في حضرموت واليمن بعد إخماد ثورة طالب الحق فقد توجهت أنظار الإباضية في البصرة والجزيرة العربية إلى عمان لتكون المركز الذي ينطلق منه صوتت الدعوة العلني, وذلك لأن عمان كانت مؤهلة لقيام بهذه المهمة بحكم ظروفها السياسية والاقتصادية والاستراتيجية التي تكلمنا عنا آنفا, وكذلك بحكم ولاءات أهلها المذهبية والتي تدين في معظمها للمذهب الإباضي, وذلك أوعز مشايخ الإباضية في البصرة إلى اتباعهم في عمان للقيام بأعلام الإمامة, مستغلين الظروف العامة التي سادت في بلاد الخلافة الإسلامية اثر سقوط الدولة الآوية وقيام الخلاقة العباسية عام 132ه‍, وفي العام نفسه أعلن الإباضية في عمان مبايعتهم للجلندى بن مسعود أول إمام ظهور إباضي في تلك المنطقة, معتبرين هذا العمل الخطوة الشرعية الإسلامية الصحيحة للخروج من متاهات الصراعات القبلية والأسرية على الحكم, ووجهوا النداء لبقية المسلمين لمبايعة الإمام الجلندى كخليفة للمسلمين([9]).

وطبيعي أن لا يغفل العباسيون عما يجري في ذلك القطر وخاصة أن أية قوة معادية تسيطر عليه سوف تهدد طرق تجارتهم البحرية إلى الشرف الأقصى بالانهيار التام نظرا لموقع عمان الاستراتيجي على مدخل الخليج, وتبعا لذلك فان العباسيين لم يسكتوا طويلا على هذا الوضع, وفي عام 134ه, أي بعد عامين فقط من مجيئهم إلى الحكم ومن تنصيب الجلندى إماماً, وجه العباسيون حملة عسكرية إلى عمان وزودوا قائدهما خازم بن خزيمة التميمي بتعليمات واضحة للقضاء على الخوارج الصفرية الذين تجمعوا في جزيرة ابن كاوان بقيادة شيبان بن عبد العزيز اليشكري الذي لجأ إلى الجزيرة بعد هزيمته على أيدي الأمويين عام 129ه, ثم يسير إلى عمان لمعالجة أمر الإباضية هناك.


استطاع خازم أن يهزم الصفرية في جزيرة ابن كاوان واضطر من نجا منهم إلى هجر الجزيرة والهرب إلى منطقة جلفار في الشمال الشرقي من عمان([10])، ولكن الجلندى بن مسعود كره حضورهم إلى بلاده، فأرسل إليهم قوة عسكرية لطردهم من البلاد، إلا إذا قبلوا اعتناق المذهب الإباضي ولما رفض الصفرية هذا الشرط قاتلهم الإباضية وقضوا عليهم وقتلوا قائدهم شيبان([11])، وبذلك خدم الجلندى وأصحابه الإباضية القائد العباسي خازم، دون أن يخططوا لذلك.

أثناء ذلك كان خازم يراقب سواحل عمان منتظراً النتيجة التي سيسفر عنها القتال بين الصفرية والإباضية في جلفار، ولما علم بالنتيجة سار نحو جلفار قبل عودة الجند الإباضية منها حيث التقى بهم هناك، وعرض عليهم قبول الطاعة للخليفة العباسي وأرسل إلى الجلندى يطلب منه ذلك ويسأله أن يسلمه خاتم شيبان وسيفه ليكونا لـه حجة عند الخليفة العباسي، ولكن الإباضية رفضوا هذا العرض، وجرت بين الفريقين معركة قاسية في جلفار رجحت فيها كفة العمانيين في البداية، ولكن خازماً اتبع تكتيكاً جديداً فأحرق بيوت الإباضية وأشغل أذهانهم بأولادهم وأهلهم وممتلكاتهم، مما ساعد في إرباكهم واضطراب صفوفهم، وتمكن بالتالي من إحراز النصر عليهم بعد سبعة أيام من القتال العنيف، ونتيجة لهذه المعركة استطاع خازم إعادة ضم عمان إلى جسم الدولة الإسلامية التي تربع على عرشها العباسيون([12]).


على الرغم من هذه الهزيمة فإن العمانيين لم يذلوا أو يستكينوا بل أخذوا يتلمسون الفرص المناسبة لإعادة الكرة، كما أن الإباضية لم تمت في ذلك القطر بل اتخذ أتباعها من معركة جلفار ومما جرى لإخوانهم فيها من قتل وتدمير ذكرى تحفزهم للتجمع من جديد، وتكثيف نشاطهم لنشر دعوتهم وخاصة في المناطق الجبلية والداخلية التي يصعب على العباسيين اجتيازها والسيطرة عليها، واستطاع الإباضية أن يعلنوا الثورة من جديد، ويعيدوا تأسيس الإمامة نحو عام 177ه‍/793م، ومنذ ذلك التاريخ استمرت الإمامة في عمان (أو بعض مناطقها) بدون انقطاع لعدة قرون، وأصبح المذهب الإباضي هو المذهب السائد في عمان واعتنقه معظم سكان ذلك القطر ولا تزال أغلبية سكانه تعتنق هذا المذهب حتى يومنا الحاضر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://oamn-oo.forumarabia.com
 
الامامه الثانيه في عمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الامامه الثانيه في عمان
» اسباب قيام الامامه الثانيه
» الامامه الاولى في عمان
» الامامه الاولى في عمان
» الامامه الاولى في عمان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سر تاريخ عمان :: الاقسام التاريخيه :: الامامه الثانيه في عمان-
انتقل الى: