تعد عمان تاريخياً واحدة من المراكز الحيوية علي طريق الحرير بين الشرق والغرب ، كما كانت مركزاً تجارياً وبحرياً مزدهراً حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
تشير الدراسات التاريخية إلي الصلات العديدة التي ربطت بين الحضارة العمانية والشرق القديم في الصين والهند وبلاد مابين النهرين ، فضلاً عن الصلات مع حضارات شرق البحر المتوسط ووادي النيل وشمال أفريقيا.
كانت عمان في القديم موطنا للقبائل العربية التي قدمت إليها وسكن بعضها السهول واشتغلت بالزراعة والصيد ، واستقر البعض الآخر في المناطق الداخلية والصحراوية واشتغلت بالرعي وتربية الماشية.
عمان من أوائل البلدان التي اعتنقت الإسلام طواعية في عهد الرسول (صلي الله عليه وسلم) ، فقد بعث عليه السلام عمرو بن العاص إلي (جيفر) و (عبد) ابني الجلندي بن المستكبر _ملكي عمان آنذاك_ يدعوهما للإسلام فاستجابات عمان بقيادة ابني الجلندي.
في أوائل القرن السادس عشر وتحديداً في العام 1507 استطاع البرتغاليون أن يسيطروا علي أجزاء كبيرة من السواحل العمانية ولم يستطيعوا تجاوز المناطق الساحلية للمناطق الداخلية ، شهد الاحتلال البرتغالي مقاومة شديدة حتى تم التخلص منه بعد نحو قرن ونصف القرن .
تمثل مبايعة الأمام أحمد بن سعيد الذي كان والياً علي صحار وماحولها عام 1744 بداية لحقبة جديدة في تاريخ عمان ، تمكن الأمام أحمد والذي أسس الأسرة البوسعيدية من إعادة توحيد البلاد ، وإخماد الفتن الداخلية ، وإنشاء قوة بحرية كبيرة إلي جانب أسطول تجاري ضخم ، وهو ما أعاد النشاط والحركة التجارية إلي السواحل العمانية ، كما أعاد لها دوراها في المنطقة.
استطاعت الدولة (البوسعيدية) أن تضع عمان علي مدي قرنين ونصف القرن في مصاف الدول القوية والمؤثرة ، وذلك باستثناء بعض مراحل الضعف أو العزلة أو الخلافات الداخلية ، والتي كانت تؤدي إلي نوع من الانكفاء الذاتي والإحباط لأسباب عديدة محلية وإقليمية ودولية.
أثمرت فترة حكم أسرة بوسعيد والمستمرة من منتصف القرن الثامن عشر وحتى الآن عن بعض المنجزات الهامة في مسيرة عمان التاريخية من بينها:
- التخلص من كل صور ومظاهر الاحتلال والنفوذ الأجنبي.
- بناء إمبراطورية عمانية كبيرة امتدت لتشمل مناطق عديدة في شرق أفريقيا خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر ، وقد فرضت هذه الإمبراطورية وجودها البحري في المحيط الهندي وأقامت علاقات سياسية متوازنة مع القوي العظمي في ذلك الوقت خاصة بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.
- التغلب علي مختلف التحديات الداخلية والإقليمية وإرساء أسس قوية لعلاقات متوازنة خليجياًً وإقليمياً ودولياً ، الأمر الذي أتاح للسلطنة الحفاظ علي مصالحها الوطنية.
أسماء عمان :
عرفت عمان في المراحل التاريخية المختلفة بأكثر من أسم ومن أبرز أسمائها (مجان) و (مزون) و (عمان) حيث يرتبط كل منها ببعد حضاري أو تاريخي محدد. فاسم (مجان) ارتبط بصناعة السفن وصهر النحاس وذلك حسب لغة السومريين حيث كانت تربطهم بعمان صلات تجارية وبحرية عديدة ، وكان السومريون يطلقون عليها في لوحاتهم (أرض مجان) .
أما اسم (مزون) فقد ارتبط بوفرة موارد المياه في عمان في فترات تاريخية سابقة وذلك بالقياس إلي البلدان العربية المجاورة لها. كلمة (مازون) مشتقة من كلمة (المزن) وهي السحاب والماء الغزير المتدفق.
وبالنسبة لاسم (عمان) فإنه ورد في هجرة القبائل العربية من مكان يطلق عليه عمان في اليمن ن كما قيل أنها سميت عمان نسبة إلي عمان بن سبأ بن يغثان بن إبراهيم.
موضوع: منجزات الحضاريه لدوله البوسعيديه 
أأقصد أحمد بن سعيد
