منتديات سر تاريخ عمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى يتضمن العديد من المعلومات عن تاريخ عمان وتراثها العريق والمجيد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصه ليلى وفرن الصمود

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 188
تاريخ التسجيل : 29/10/2013

قصه ليلى وفرن الصمود Empty
مُساهمةموضوع: قصه ليلى وفرن الصمود   قصه ليلى وفرن الصمود Emptyالأحد نوفمبر 17, 2013 1:02 am

فتح "عبد الله " فرنه .. رفع اكمامه ، وضع المريول على خصره ، ثم بدأ يكيل الطحين ويديره في وعاء العجين الكبير . لم يكن فرنه كبيرا متطورا ، لكنه كان فرنا صغيرا مرتبا يخدم اهل الحي خارج مدينه نابلس القديمه ..وضع الطحين في العجانه ، اضاف الخميره و الملح وادار صنبور الماء، وبدأت الاله تدور وتعجن ..

هكذا كان هو عمله .. يترك بيته قبل ان يترك احد بيته .. وقبل ان يؤذن الصبح او تشرق الشمس .. يذهب الى الفرن ، يعجن العجين ، ويغطيه ويتركه ليتخمر .. يرتب الواح الخشب ، يحمي الفرن ، ثم يذهب ليصلي صلاة الصبح في الجامع .. وعندما يعود تكون زوجته قد ارسلت ابريق الشاي المحلى مع ابنتيه ..

"عبدالله البحش " فران اخذ مهنته عن ابيه وجده وهو لاينسى كم حمل في صغره من الواح الخشب ، وكم رق العجين ارغف مستديره لا ينسى كم حمل من الفرن اطباق الخبز لاهل الحي ، وكم خبزمناقيش الخبز بالزعتر والبيض وصواني اللحم والكفته ، وقد اصبح عنده اليوم الات اتوماتيكيه تلبي احتياجات اهل نابلس المتزايده ..

وهو فران نشيط يحب عمله ويحب خدمة اهل مدينته ، لكن عمله منذ مده بدأ يتراجع لم يعد اهل نابلس كما كانو من قبل .منذ ان دخل الاحتلال الصهيوني مدن فلسطين وقراها ؛تغير الحال ، من كان يشتري عشرة ارغفه اصبح يكتفي بخمسه .. ومن كان يخبز عشرين رغيفا اصبح يخبز عشره اختفت عرائس الخبز‘ تلك كانت لافطار ايام الهناء و السعاده قبل الاحتلال ؛ اما اليوم فقد اصبحت الحياه قاسيه صعبة .. واصبح الوصول الى الفرن صعبا محفوفا بالمخاطر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://oamn-oo.forumarabia.com
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 188
تاريخ التسجيل : 29/10/2013

قصه ليلى وفرن الصمود Empty
مُساهمةموضوع: ليلى وفرن الصمود   قصه ليلى وفرن الصمود Emptyالأحد نوفمبر 17, 2013 1:04 am

نظر عبدالله الى الشارع امام فرنه ، فوجد الاطفال والشباب والرجال يواجهون الجنود والسيارات العسكريه الاسرائيلية ، منذ ايام والشوراع تمتلئ بالحواجز الحجريه والمطاطيه وتتصاعد المواجهه مع جنود العدو منذ ايام ابتدأ شكل جديد من اشكال نضال الشعب الاعزل ضد الاحتلال الصهيوني منذ ايام ابتدأت الانتفاضه ..

عادت الى ذاكرة عبدالله احداث ذلك النهار منذ ثلاثة اعوام عندما كانت ابنتاه " عائشه و فدوى " تحملان ابريق الشاي وتنتظران عودته من الجامع كانت فدوى تجلس على اكياس الطحين ، بينما تقف عائشه بالباب تنتظر مجيئه ليضع في جيبها المصروف اليومي .. يومها لم يضع المصروف في يدها ولم يضع العجين على الواح الخشب كالمعتاد . يومها لم يعرف ماذا يفعل وكيف يتصرف لقد رأى سيارة أحد المستوطنين الصهاينه في المستعمره القريبه من نابلس وهي تعود ادراجها بعد اطلاق الرصاص . فوجئ بابنته عائشه وقد ارتمت على ارض امام الفرن ، وبابنته فدوى وقد ارتمت على اكياس الطحين .. لم يكن هناك سبب واحدا ليطلق هذا المستوطن الاسرائيلي النار على بناته وفرنه ، حمل عبدالله ابنتيه على الواح الخشب وانطلق مع شباب الحي الى مستشفى "الحاجه عندليب العمد " .. بينما هرب القاتل الى المستعمره القريبه " الون موريه ".

منذ ذلك النهار تعاظم الامر في نفس عبدالله كيف ياتي هؤلاء الصهاينه ليحتلو ارض فلسطين وليقتلوا ابناءها كيف ياتي هذا المستوطن الاسرائيلي ليسكن قرب نابلس ثم يقتل ابنته عائشة قد يجيء الغريب الى الارض ، وقد يطلب المساعده من اهلها ، وقد يعمل فيها ولكن ان ياتي بنواياه الخبيثه ليحتل مساكنها ويقطع اشجارها ويقتل ابنائها ؛ فهذا ما لايقبله انسان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://oamn-oo.forumarabia.com
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 188
تاريخ التسجيل : 29/10/2013

قصه ليلى وفرن الصمود Empty
مُساهمةموضوع: قصه ليلى وفرن الصمود   قصه ليلى وفرن الصمود Emptyالأحد نوفمبر 17, 2013 1:07 am

منذ "استشهاد عائشة " تغير حال عبدالله وزوجته ليلى .. تمنيا لو يستطيعان رؤية ابنتهما عائشة ، او ان يعيدا لابنتهما فدوى ساقها سليمه وقد انطوت ليلي على نفسها و على شعورها الحزين فاحتضنت بناتها الصغيرات ، ولم تعد تغادر المنزل الا للضروره اما عبدالله فكان دائم التفكير بالانتقام لمقتل ابنته عائشه ولاحتلال مدينة نابلس ولوجود المستعمرات الصهيونيه في فلسطين ..

منذ ان قامت الانتفاضه في مدن فلسطين وقراها تغير كل شي ، الانتفاضه غيرت الناس داخل فلسطين وخارجها وقد احس عبدالله بالانتفاضه تقلب حياته راسا على عقب احس انها فرصته للعمل الذي كان ينتظره الم يقدم فرنه هذا ومنذ ثلاث سنوات ابنته الشهيده عائشه ؟ الم يكن يتمنى الانتقام لها والدفاع عن ارضه المحتله ؟ نظر عبدالله الى الشباب الملثمين في الخارج ثم قام بهمه ونشاط ، رق الارغفة وخبزها وصفها على الارفف الامامية ولما جاء احدهم يطلب شراء رغيفين قال له عبدالله : الخبز مجاني كل هذه الارغفه لكم لاهل نابلس ،لشباب الانتفاضه كل فرد او عائله تاخذ ما تحتاج من الارغفه وساخبز لكم ما تريدون مجانا من اليوم فصاعدا كل عملي وجهدي هو للوطن ولابنائه الثوار من كان يملك ثمن الخبز يدفع في هذه السله ؛ ومن لايملك ياخذ قدر حاجته وساسمي هذا الفرن فرن الصمود .

لقد بدات المعركه ... ونحن لها .....

ستة اشهر مرت على الانتفاضه ، وليلى زوجة عبدالله لا تغادر بيتها الا للضروره سته اشهر وهي تعتقد ان حماس زوجها سيخبو وان الانتفاضه سوف تتوقف كانت كلما راته يعمل من اول النهار الى اخره ، يؤمن الطحين والسولار لفرنه حتى لا ينقطع الخبز عن الناس ،

تقول : لابد انه سيمل ولابد ان الانتفاضة سوف تتوقف فالى متى سيتحمل الناس "القله " و "التعب " و " الشقاء " ستة اشهر وليلي تتابع اخبار الانتفاضة عن بعد وتتعمد الا تتدخل في الحديث عنها مع زوجها و تتساءل : الى متى سيبقى الحال هكذا في مدينة نابلس ؟ متى تعود المدينة الى هدوئها و أمنها ؟ متى يعود الاولاد الى مدارسهم ، و الرجال الى اعمالهم من دون خوف ؟ متى تفتح المحال التجاريه ابوابها ؟ متى ينتهي السجن والاعتقال .. متى .. متى .. .. ؟؟

كانت ليلى امراة فلسطينيه عاديه تحب ارضها وتحب الناس ؛ لكنها كانت تكره القتل والعنف لقد اثر فيها مقتل ابنتها عائشة دون ذنب فهل ستفقد - لاسمح الله - زوجها ؟ .. أم هل ستبقى حبيسة البيت خوفا من الاسرائيلين ؟ .

وقفت الجاره أم اسماعيل وعشرات النساء والرجال والاطفال بهدوء غريب في الشارع و رغم عدد الناس الكبير ، الا ان الشفاه لم تتحرك العيون وحدها هي اللي كانت تتحرك كلها كانت تنظر الى اعلى السماء والى عمود الكهرباء وشجرات السرو العاليه في ذلك الشارع وقف الناس والجنود الاسرائيليون يراقبون اربعة من الشباب يصعدون عمود الكهرباء ومئذنة الجامع وشجرتي سرو وقد انشدت الاعصاب كلها ، فلما نزل الشباب و رمى الجنود الاعلام على الارض ، وداسوها باقدامهم ضج الشارع بالحركة مره اخرى ، وتباعد الناس الى بيتوهم يتغامزون متى ارتفع هذا العلم الفلسطيني الى العمود ؟ اي ايد طاهرة اوصلته الى شجرة السرو ؟ متى يخيط الناس هذه الاعلام ؟ ومتى يزرعونها على مآذن الجوامع ؟

تباعد الناس الى بيوتهم ، و لكن احد احد الجنود الاسرائيلين اشار الى ام اسماعيل واربعة من النساء الاخريات كي ينظفن الشارع من الحجاره بينما اقتادوا مجموعه من الشباب الى "العماره" للتحقيق معهم !!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://oamn-oo.forumarabia.com
 
قصه ليلى وفرن الصمود
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سر تاريخ عمان :: الاقسام الادبيه :: قصص-
انتقل الى: