نهاية الإمامة الأولى:
أ- معركة جلفار الأولى:
خرج شيبان بن عبدالعزيز اليشكري الخرجي ( إمام الصفرية) بجيش هارباَ من السفاح ،فلما وصل عمان امر الإمام الجلندى قاضيه هلال بن عطية ويحيى بن نجيح ومعهم حماعة من المسلمين .
فلما ألتقوا بجلفار وصاروا في صفين قام يحيى بن نجيح ، وكان معروفاً بفضله فدعا بدعوة انصف فيها الفريقين، فقال: اللهم إن كنت تعلم أننا على الدين الذي ترضاه والحق الذي تحب أن يؤتى فاجعلنى أول قتيل من أصحابي ثم اجعل شيبان أول قتيل من أصحابه .
ثم زحف القوم بعضهم على بعض فكان أول قتيل يحيى بن نجيح وأول قتيل من قوم شيبان هو شيبان.
ب- معركة جلفار الثانية :
ثم قدم خازم بن خزيمة الخراساني –عامل السفاح- وسبب ذلك انه في الأصل قد جاء لمحاربة الصفرية فلما بلغه مقتل شيبان الخارجي طلب من العمانيين إعلان ولائهم للخلافة العباسية.
وسبب اختيار السفاح لخازم بن خزيمة أن الأخير قام بقتل أخوال السفاح من بنى عبد المدان حيث انه وجد في نفسه شيئاً عليهم فلم يسلم عليهم، فلما اجتازهم شتموه وقله يثور بالأحقاد لما كان منهم ،فلما بلغه عنهم من حال المغيرة بن الفزع وإنه لجأ إليهم ، فمر عليهم خازم وسالهم عن المغيرة فقالوا: مر علينا رجل مجتاز لا نعرفه فاقام في قريتنا ليلة فخرج عنا. فقال لهم: أنتم أخوال أمير المؤمنين يأتيكم عدوه وينام في قريتكم..!! فأغلظوا له في الجواب فأمر بضرب أعناقهم جميعاً .
فعندما علم السفاح هم بقتله لولا تدخل موسى بن كعب وأبا الجهم بن عطية اللذان أشارا عليه بإرساله إلى جزيرة كاوان وعمان.
وعندما وصل خازم بن خزيمة إلى عمان قال للإمام الجلندى: (إن كنا نطلب شيبان ومن معه وقد كفانا قتالهم على أيديكم ولكنني أريد أن أخرج من عندك إلى الخليفة وأخبرك إنك على السمع والطاعة)
هنا اجتمع الجلندى بأهل الرأي والحل ،فاتفق الجميع على التصدي والوقوف في وجه خازم بن خزيمة وقيل أن خازم سأل الجلندى أن يعطيه سيف شيبان وخاتمه ، ولكن رد مجلس الشورى هو لا..!! فهما أمانة بأيديهم يسلمونها إلى وارث شيبان أو وكيلهم الشرعي.
وتذكر المصادر أيضاً أن بعض العلماء أشار إلى الإمام أن يضمن لورثة شيبان قيمة السيف والخاتم ليدفعا بذلك عن الدولة حفاظاً على كيان الخلافة الإسلامية وحقن للدماء بين المسلمين.
ولكن خازماً رفض وكرر مطلبه بإعلان الولاء والطاعة للحاكم العباسي.
فأجمع العمانيون على " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"
وقد اتخذ خازم اسلوباً تكتيكياً في المعركة حيث انه أحرق منازل الأباضية واشغل أذهانهم بأولادهم وأهلهم مما ساعد على إحداث ربكة في صفوفهم وتمكن من احراز النصر عليهم.
ومن الذي ذكر في مشهد مقتل الجلندى بن مسعود وهلال بن عطية ، أن الإمام طلب منه أن يتقدم عليه وقال: احمل يا هلال..!
فقال هلال للجلندى : " أنت إمامي فكن أمامي، ولك عليّ ان لا أبقى بعدك" فتقدم الجلندى حتى قتل ، فتقدم هلال بن عطية وعليه لامة حربة ، فكان أصحاب خازم لا يعرفونه فتعجبوا من قوته وثقافته ،فلما عرفوا ضيقوا عليه الخناق حتى قتل.
موضوع: نهايه الامامه 
